الأحد 05 مايو 2024 الموافق 26 شوال 1445
ads
ads
اسيل الرملاوي
اسيل الرملاوي

الكاتبة الصحفية اسيل الرملاوي تكتب : الجواب في العدد السابق

الإثنين 24/سبتمبر/2018 - 05:41 ص
طباعة

  • أسيل الرملاوي 

    نتائج ملفته للنظر نشرتها صحيفة ليزيكو الفرنسية، تتحدث عن ارتفاع نسب مبيعات الصحف في فرنسا، على عكس ما يتم يتداوله كالنار في الهشيم عن تراجع شهيّة القرّاء نحو متابعة الصحف، حيث تمتعت - على سبيل المثال - صحيفتي " لوموند " و " ليبيراسيون " بزيادة مبيعات تراوحت مابين  2 إلى 5 في المئة خلال يناير الماضي. حقيقة، لطالما تساءلت، كيف يمكن للصحافة المطبوعة أن تزدهر في ظل الفائض المجاني للمعلومة والخبر الذي تعرضه منصاتها الإكترونية؟ فكان الجواب لدى الصحافة الفرنسية التي أدركت الخلل، وتداركته من خلال  " صيغة  البريميوم " والتي تتخلص في خدمة الإشتراكات الرقمية لنسخة صحفها الإلكترونية، والتي نمت وأصبحت مصدر التوزيع الأول للصحف الفرنسية خلال عام 2017، بمعدل 10 يورو للمشترك شهرياً.

    على الصعيد المغربي، كشفت مراقبة توزيع الصحف بالمغرب عن تراجع كبير لمبيعات الصحف الورقية في المملكة للعام الماضي، خيث خسرت اليوميات والأسبوعيات آلاف النسخ من مبيعاتها، مقارنة مع سنة 2016. صحيفة "الأخبار"، التي تتصدر اليوميات الأكثر مبيعا في المغرب، لم يتجاوز عدد مبيعاتها خلال سنة 2017 سقف 37.320 نسخة، فاقدة بذلك ما يربو عن 8 آلاف نسخة دفعة واحدة مقارنة مع السنة الماضية، و18 ألف نسخة مقارنة مع عدد مبيعاتها سنة 2015.

    بدورها، عرفت مبيعات جريدة "الصباح"، والتي تحتل الرتبة الثانية ضمن لائحة الصحف الورقية الأكثر مبيعا في المغرب، تراجعا مهما، إذ تقلص عدد النسخ التي باعتها خلال سنة 2017 إلى 28.928 نسخة فقط، حسب أرقام مكتب مراقبة توزيع الصحف. في حين طالبت الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، مطلع شهر مايو الجاري، بإنشاء "صندوق للقراءة"، معتبرة أن هذا هو الحل الوحيد الكفيل بإبعاد شبح الإغلاق عن الصحف وشركات التوزيع.

    أما على الصعيد المصري، فقد تراجع توزيع الصحف القومية مؤخرًا بسبب كثرة البدائل أمام القارئ، والمتمثلة فى انتشار الصحف الخاصة والمواقع الإلكترونية، على حد قوله. وأرجع سبب تراجع توزيع الصحف القومية إلى احتفاظها بالشكل الكلاسيكى سواء فى التغطية الصحفية أو فى شكل الصحيفة، فى مقابل الصحف الخاصة التى لديها هامش حرية أكبر، وتسعى لعرض المواد الصحفية من خلال قوالب أكثر مرونة من التى تستخدمها مثيلاتها القومية، إلى جانب منافسة الصحافة التليفزيونية للصحافة المكتوبة فى التغطية الإخبارية، من خلال القنوات الإخبارية التى ظهرت عقب ثورة يناير، ما كان له تأثير كبير على توزيع الصحف بشكل عام.

    برأيي، قد تكون البنية التحتية للقراءة في أوروبا جاهزة لتتجاوب مع هذه النقلة النوعية في تداول الصحافة المطبوعة منها والإلكترونية، فالقراءة جزء لا يتجزأ من نمط الحياة الأوروبية، على عكس نمط حياتنا العربية. أعتقد بأنهم يسبقوننا بخطوة، ألا وهي غرس حب القراءة في نفوس الكبار، وبالتالي استمرارية تقليدها تبعاً من قبل الصغار. لربما طُعم المسابقات والجوائز قد تكون حيلة مكلفة - بدايةً - لجذب القرّاء على اقتناء الصحف، لكنها ستغرس بشكل خفيّ عادة القراءة لدى المهتمين. ماذا عن مسابقة يومية بعنوان " الجواب في العدد السابق"..؟


ads
ما مدى انتشار واتساع الصحافة الالكترونية بالوطن العربي ؟
ما مدى انتشار واتساع الصحافة الالكترونية بالوطن العربي ؟